لم تحظ التغذية الراجعة باهتمام كاف من الباحثين في برامج إعداد المعلمين، ويلاحظ ذلك من قصور المعلمين في استخدام التغذية الراجعة بفعالية لدى أدائهم أعمالهم، علما بأن استخدام أي نمط من أنماط التغذية الراجعة يؤدي إلى تسهيل العملية التعلمية- التعليمية وتثبيت المعلومات وزيادة تحصيل التلاميذ في المهمات اللاحقة، وهذا يؤدي الى تزويد المعلمين بطرائق جديدة من أجل تعلم فعال. استخدام التغذية الراجعة في المواقف الصفية :

 وتعرف التغذية الراجعة بأنها: ” عملية تزويد الفرد بمعلومات أو بيانات عن سير أدائه بشكل مستمر من أجل مساعدته في تعديل ذلك الأداء إن كان بحاجة إلى تعديل، أو تثبيته إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح “.فعملية تزويد الفرد بالبيانات الضرورية عن سير أدائه تعد خطوة إرشادية تزيد من فعالية الأداء في المستقبل.

  يفترض علماء النفس أن للتغذية الراجعة ثلاث خصائص هي : تعزيزية، دافعية، وموجهة، وأن دورها الوظيفي يرجع إلى هذه الخصائص، ويرى السلوكيون أن الخصيصة التعزيزية تشكل محورا رئيسا في دورها الوظيفي.

 وقد دعم "سكنر" هذه الأهمية بتركيزه على التغذية الراجعة الفورية، وبناء عليه استعمل الحاسوب في التعلم الذاتي أما كونها موجهة فإنها تبين للمتعلم أداءاته التي تم أتقنها فيثبتها، او التي أخطأ فيها فيصححها، وبذلك تزيد من تركيزه وانتباهه إلى مواطن ضعفه بتلافي القصور لديه، وبهذا فإن التغذية الراجعة تسهم في مساعدة الطالب على تكرار السلوك الذي أّدى إلى نتائج مرغوبة. وتزويد المتعلم بالتغذية الراجعة بعد الاستجابة الخاطئة يعد أكثر أهمية من عملية تأكيد الصواب، ففي حالة الاستجابة الصائبة لا يطلب من المتعلم أن يغير هيكلية الاستجابة، أما في حالة الاستجابة الخاطئة فأمام الفرد مهمتان :

                                              ♦ الأولى : إزالة الاستجابة الخاطئة:

                                              ♦ الثانية : استبدال الاستجابة الخاطئة بالاستجابة الصائبة:

 فيقوم الفرد بحذفها والتعويض عنها بالصواب، وبهذا يحافظ على صدق الهيكلية المعرفية. أما من حيث أنماط وصور التغذية الراجعة فهي متعددة ويمكن أن تكون غاية في البساطة من نوع "نعم" أو "لا" فتسمى (إعلامية)، أو أكثر تعمقاً كتقديم معلومات تصحيحية وتسمى (تصحيحية)، وقد تكون من النمط الذي يضيف معلومات جديدة وتسمى (تفـسيرية)، ويمكن أن تتبع كل ما سبق بالمدح والثناء فتسمى (تعـزيزية)، ويمكن أن تزداد العملية تعمق وتوسعة لتقترب من العملية التدريسية، وبذا تصبح خارجة عن مجال كونها عملية إخبارية تأكيدية أو تصحيحية. ويمكن أن تستخدم هذه الأنماط الأنواع النواتج المختلفة وليس هناك خصوصية في موضوع معين. ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك مبادئ في غاية الأهمية تتعلق بنجاح التغذية الراجعة ومستوى فعاليتها في مجال العملية التربوية :

* أولها: مبدأ الاستمرارية الذي يقضي بوجوب الاستمرار في تزويد الفرد بنتائج أعماله، حتى يمكن أن يحقق تحسنا مستمرة في الأداء الذي يقوم به.

* وثانيها: مبدأ الفهم المشترك الذي يستلزم من جميع القائمين بتوفير التغذية الراجعة وتحليلها وتفسيرها فهما مشتركا للمعلومات التي توفرها الأمر الذي يجعلهم قادرين على اعتماد التدابير العلاجية والإرشادية الملائمة.

* وثالثها: مبدأ الغائية والذي يقضي بأن التغذية الراجعة ليست هدف في حد ذاتها، بل إن وراءها غرضا أبعد منها، هو استخدام المعلومات الناتجة عن التغذية الراجعة في إجراء التحسينات على العملية التعليمية بقصد مساعدة الأفراد على المدى البعيد في الحصول على أقصى منفعة.

 إن تقديم التغذية الراجعة المناسبة وفي الوقت المناسب يزيد من قدرة المتعلم على التعلم وحل المشكلات وصناعة القرارات. وهنا نذكر بأن الاعتقاد السائد فيما مضى والقاضي بإعطاء التغذية الراجعة مباشرة لتعطي أفضل النتائج، قد وجد ما يخالفه ؛ فقد ذهبت بعض الدراسات إلى أنه لا فرق بين إعطاء التغذية الراجعة مباشرة أو بعد مضي فترة زمنية. وقد بينت دراسة "بريل بل" أفضلية التغذية الراجعة المؤجلة على الفورية بخاصة على الحفظ في المدى الطويل. 

إعداد: كامل عبدوني ورفاقه (بتصرف)

أضف تعليق


كود امني
تحديث